الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي (1315 عنيزة ـ 1389هـ الرياض )
ولد الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي بعنيزة سنة 1315هـ ونشأ في كنف عمه عبد العزيز بن حمد القرعاوي .
وبعد أن تعلم عمل وهو ابن الثالثة عشرة من عمره بالتجارة مع عمه عبدالعزيز ثم أخذ يعتمد على نفسه فكان يسافرفي طلب العلم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة ثم ذهب إلى مصر والشام والعراق , الكويت والأحساء وقطر ثم إلى الهند عام 1344هـ حيث التحق بالمدرسة الرحمانية في دلهي ثم عاد إلى نجد وأكمل دراسته على يد كثيرمن المشايخ وأخذ الإجازة عنهم بالأسانيد المتصلة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، كان عالما داعية نشطاً فكان يلقي دروسه أول النهار في قرية، ثم يذهب على حمارة أو على قدميه إلى قرية أخرى ليلقي الدروس هناك. ومما ذكر عنه أنه يقوم ببناء وإصلاح المساجد بيده .
إلى جانب الدعوة زاول القرعاوي التجارة في الهند ولكنه اضطر إلى العودة إلي عنيزة لمرض أمه ثم موتها وعاد مرةً أخرى إلى دلهي في عام 1354 هـ. لإكمال دراسته على الشيخ عبدالله بن أمير القرشي الدهلوي، وأجازه إجازة مطولة في كتب الحديث وذلك العام 1355هـ، ثم رجع إلى بلدته عنيزة، في رمضان سنة 1357 هـ.
لازم الشيخ عبدالله القرعاوي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ – مفتي المملكة آنذاك – وفي تلك الفترة طلب الملك عبدالعزيز ترشيح شخص يتوجه إلى الجنوب مرشداً ومعلماً ، فاختار الشيخ محمد بن إبراهيم لتلك المهمة الشيخ القرعاوي ففضلها على عروض كثيرة قدمت له ، وتوجه إلى جازان، ثم إلى صامطة وافتتح فيها دكاناً يجمع فيه بين التجارة وتعليم القرآن وكان هذا الدكان أول مدرسة افتتحها في تهامة، وتوالى افتتاح المدارس حتى قرر الملك عبدالعزيز تعيين القرعاوي مشرفاً على مسيرة الدعوة والتعليم عام 1367هـ، ولاقى التعليم الشرعي بصامطة دعم الملك عبدالعزيز حيث خصص له إعانة سنوية استمرت إلى عهد الملك سعود . وعُيّن الشيخ مشرفاً للمعارف بمنطقة جازان، لكنه استقال في السنة نفسها، واستمر مشرفاً على مدارسه، حيث أمضى (31) عاماً في نشر الدعوة في منطقة جازان والجنوب عموماً.
وفي العام 1373هـ انتشرت مدارسه إلى عسير وتهامة والليث والقنفذة والباحة.وانتشر طلاب مدارسه بالآلاف في المملكة قضاة ومرشدين ومدرسين وأئمة جوامع ومساجد وموظفين حكوميين، وظل الشيخ القرعاوي يزاول الإشراف على تلك المدارس، ويباشر بعض الدروس المهمة بنفسه أحياناً .
كما أن للشيخ مشروعات خيرية مثل حفر الآباروتركيب أجهزة الضخ ، إضافةً إلى المعونات التي كان يقدمها للفقراء والمساكين والاهتمام ببناء المساجد والمدارس.
وافاه الأجل يوم الثلاثاء 8 من شهر جمادى الأولى عام 1389هـ